أدركت هذا العام أكثر مما مضى ان رمضان هو الفرصة الحقيقية للتأمل وليس بداية عام ميلادي جديد او عيد مولدنا والذي هو ميلادي أيضا.
أدركت هذا العام ان رمضان كالحياة، فكم منا من شعر انه مر كمر السحاب ومن منا شعر وكأنه قد مر ثقيلا، كذلك هي الحياة.
مر رمضان وأنا أشاهد واراقب افعالي، كسلي ونشاطي، مرضي أحيانا وصحتي، سكوني وحركتي، غضبي وهدوئي، ضحكاتي وحزني، شرودي وتركيزي، توفيقي في العبادة وتقصيري. شاهدت أولادي في البيت وحركاتهم وتوفيقهم وتقصيرهم، وكيف يمر الوقت وفجأة يأذن الرحيل. رحيل اليوم، الشهر وربما الشخص نفسه.
ها قد مر الشهر في ومضة وقد أوشك الملك علي غلق صحف رمضان بما قدمنا واخرنا، بالفعل رمضان كالحياة. من أحسن فقد أحسن لنفسه وقد فاز ومن خسر فقد خسر.
لو أن أمة المليارين قد صامت بالفعل ما كان هذا حالنا كغثاء السيل لاستطعنا تغيير الكون إلى الأفضل وليس الأرض فقط.
ربما نحن مسلمون على الورق أو اننا مسلمون بالكلام وظاهر العبادات ولم ندرك “لعلكم تتقون” وليس ترك الطعام والشراب.
الأديان جاءت لهداية الناس أجمعين كمجتمع، فإن لم ينعكس ذلك التدين على حياة من حولك، فابكي كما شئت في جوف الليل، فاثر تدينك لن يبلغ حتى طرف سجادتك.
في نهاية رمضان احمد الله انه قد بلغني إياه وهداني إليه واستغفره على ذنوبي وافعالي وهناتي وغضبي وتقصيري وظنوني وأمراضي القلبية.
اذكركم واذكر نفسي:
اخراج زكاة الفطر
شكر الزوجات والأمهات وكل من ساعدونا في رمضان وجمعونا حول المائدة
إدراك قوة الدعاء في تغيير الحال وقوة الذكر في الحفظ وصفاء الذهن والعقل والقلب والتوفيق.
اختيار الأصدقاء من اهم الخطوات لك ولأولادك، فإن صلحت الصحبة صلح السلوك.
الوقت، الوقت، الوقت، كما قال أحدهم أنفاسك هي رأس مالك، فحاول أن تقلل من الغير مفيد وادعو بأن يرزقنا الله علما نافعا و نصيحتي الشخصية لا تكثر من الاختلاط لمجرد تمضية الوقت، اسوء شيء هو ما يسمي يلا نضيع وقت.
امسك لسانك، وابتعد عن الأحاديث المنهاة عنها كالنميمة.
نحاول ان نضيف إلى يومنا عادة جديدة بسيطة بعد رمضان، سواء كانت عبادة، قراءة
حسن الظن بالله وأنه قد هدانا للإسلام ووفقنا للصيام فلن يتركنا إن شاء الله وقد غفر لنا وتقبل صيامنا وقيامنا وصدقاتنا
ندرك عظمة الدين، إذا التزمنا وطبقنا ما فيه، فمن يصوم عن الطعام والشراب وما أحل له لساعات طويلة، قادر بأن يغير من نفسه ومن حوله والعالم اجمعين.
أن نقبل غدا إلى صلاة عيد ونحن مستشعرين عظمة الدين، وجمال تجمع الملايين لشكر الله، طامعين في قبول صيامهم.
استشعروا الجائزة مع أول تكبيرات العيد ونحن ذاهبين للصلاة ومع أول تكبيرة لصلاة العيد وما يتبعها لسكون للحظة استشعر توفيق الله لك لبلوغ رمضان وصلاة العيد. ما أجملها لحظات إن لحظة القبول بإذن الله.
فلنفرح غدا ونحاول أن نسعد من حولنا وأن نبتعد عن المجادلة والغضب فالشيطان مستعد كما استعددت أنت أيضا لمواجهته.
كل عام و أنتم بخير– تقبل الله منا و منكم