تحدثنا في المقال السابق عن أورام المثانة السطحية واليوم نتكلم عن أورام المثانة العميقة الخبيثة. الفرق بينهم في تغلغل اورم داخل عضلة المثانة. فاذا انتقل الورم من الغشاء المبطن للمثانة إلى عمق عضلة المثانة، انتقل المرض إلي مرحلة أخرى من العلاج.
فالورم السطحي يكون علاجه بواسطة منظار المثانة والعلاج الكيمائي والمناعي داخل المثانة، أما الورم العميق فيتطلب استخدام أسلحة مختلفة للقضاء على الورم. أولها الجراحة ثم الكيمائي والإشعاعي و ذلك تحت اشراف أطباء متخصصين.
بعد تشخيص المريض عن طريق أخذ عينة من ورم المثانة أو عن طريق استئصال الورم بالكامل بواسطة منظار المثانة، يتم ارسال العينة إلى معمل الباثولوجي، فيقوم الطبيب المتخصص بتقطيع العينة وعمل شرائح ميكروسكوبية ليضعها تحت الميكروسكوب المجهري حتى يتمكن من رؤية المرض على مستوى الخلية.
يقوم طبيب الباثولوجية الاكلينيكية بكتابة تقرير تفصيلي عن نوع، درجة، حجم، وعمق الورم. إذا وجد تخلخل للورم في الجدار لعضلي للمثانة يبدأ جراح المسالك البولية بوضع خطة العلاج و ذلك باستشارة طبيب الأورام الباطني إذا تطلب ذلك.
إذا تم تشخيص ورم المثانة الخبيث العميق في مرحلة مبكرة يكون أفضل طريقة للعلاج هي الاستئصال الجذري للمثانة و تحويل مجرى البول. أحيانا قد يكون من المفيد أخذ علاج كيمائي على مستوى الجسم ككل وليس على مستوى الحقن داخل المثانة كما يتبع في الأورام السطحية، قبل اجراء العملية الجراحية.
الاستئصال الجذري للمثانة يعني استئصال المثانة البولية، البروستاتا، الحويصلات المنوية، جزء من الحبل المنوي، والغدد الليمفاوية بالحوض المسؤولة عن انتشار الورم.
بعد إتمام عملية الاستئصال تبدأ عملية تحويل مجرى البول. تحويل مجرى البول هو عملية زرع الحالبين في وعاء جديد لإخراج البول من الجسم. هناك العديد من الطرق لإتمام تلك المهمة ويكون اختيار تحويل مجرى البول بناءا على العديد من المعطيات على سبيل الذكر وليس الحصر، حالة المريض والأمراض المزمنة، وقت العملية، انتشار الورم ومرحلته.
يشرح جراح المسالك البولية المعالج طرق التحويل المختلفة ويكون القرار عادة داخل غرفة العمليات بناءا على ما يستجد اثناء اجراء الجراحة.
أنواع تحويل مجرى البول:
تحويل إلى الجلد
تحويل إلى المستقيم
مثانة صناعية من الأمعاء
لكل تحويل مزايا وعيوب. أورام المثانة العميقة عادة ما تكون سريعة الانتشار في الجسم ولذلك لا يجب التهاون ابدا في سرعة العلاج. أولويات العلاج هي القضاء على الورم، الحفاظ على وظائف الكليتين، التحكم في البول، عملية الانتصاب عند الرجال و الحفاظ على المهبل عند السيدات.
لا تنتهي رحلة العلاج بإجراء العملية الجراحية و إنما هي رحلة علاج طويلة، و طويلة تعني اننا في حالة العلاج المبكر و السليم يمكننا القضاء على الورم نهائيا و ان نعيش حياة بدون ألم جسدي أو نفسي.
دكتور أحمد إسماعيل شكري – أستاذ جراحة المسالك البولية و التناسلية – قصر العيني