هناك مبادئ كلية تحكم هذا الكون, يستطيع المرء المتأمل أن يلحظها و يتتبعها و يشهد فوائدها و آثارها في اتباعها و آثارها و مساوءها في تركها.
و يأتي مبدأ الصيانة كأحد تلك المبادئ ، سواء كان صيانة للفرد أو للمؤسسة أو للدولة ، فالصيانة شرط أساسي للتنمية و العمل بكفاءة.
نسمع أن عطلا قد أصاب الماكينات لأن أحدا لم يقم على صيانتها منذ زمن، تتعطل السيارة أحيانا لأن سائقها لم يقم بصيانتها في الأوقات الدورية السليمة بل و قد يمرض الإنسان أحيانا لعدم إتباعه الإرشادات الصحية السليمة أو عدم الكشف المبكر عن بعض الأمراض، فكما تصاب المؤسسات كذلك يمرض الانسان.
و صيانة الانسان روحية و جسدية. ، فالصيانة الجسدية تتمثل في صورة إتباع أكل صحي كنوع من الوقاية من الأمراض و البعد عن العادات السيئة و عمل تنشيط للجسد وإعطائه قوة دافعة عن طريق القيام بالرياضة المنتظمة، أو ربما تكون الصيانة بعمل فحوصات طبية دورية و الكشف المبكر عن المشاكل و الأمراض و إمكانية علاجها في مراحل مبكرة .
أما الصيانة الروحية، فأصحاب الديانات المختلفة يقومون بالصلوات بتنوع أشكالها و يتلون صلواتهم و كتبهم المقدسة متقربين بها إلى الله أو قوة غيبية يعتقدون أنها أكبر منهم يطلبون منها العون و الحفظ و إزالة الهم
يصلي المسلم في اليوم خمس مرات كجزء من تلك الصيانة الروحية و إعادة ضبط البوصلة اليومية و وتذكيرا للإنسان خمس مرات يوميا، لماذا خلق، و إلى أين يذهب، طالبا العون و الاستقامة بحد أدنى ١٧ مرة في اليوم.
و كذلك يجب أن تقوم المؤسسات بعمل صيانة دورية سواء كانت مادية أو روحية. فالصيانة المادية تكون في صورة عمل صيانة للماكينات و إعطاء تدريبات لرفع كفاءة العمال و الموظفين للتأكد من فهمهم للعمل. و يمكن أن تكون الصيانة الروحية في صورة عمل ما يسمى تجمعات زيادة التواصل بين العاملين و كسر الحاجز البيروقراطي الرسمي بترتيب فعاليات وأنشطة اجتماعية للعاملين و أسرهم و خلق بيئة عمل منضبطة و لكنها صحية تسمح بالإبداع و تقبل الرأي الأخر و التجديد.
كذلك على الدولة القيام بعمل بالصيانة المادية والترميم لما تمتلكه من أصول و مشاريع كالسد العالي في مصر و شبكات الكهرباء و صيانة للآثار و التراث و عمل صيانة و رعاية للمواطنين من خلال وزارة الصحة و تشجيع الصيانة الروحية من خلال إتاحة حرية العقيدة و العبادة و إنشاء دور العبادة و تمكين المؤسسات الدينية من نشر الدعوة دون هيمنة عليها و إتاحة استقلالها ماديا و إداريا.
و تأتي كذلك التنمية المستدامة كمفهوم يطبق علي الإنسان و المؤسسة و الدولة، فالإنسان مطالب بالحفاظ علي صحته و تنمية نفسه بشكل مستمر مثله مثل المؤسسة و الدولة من خلال الحفاظ على الموارد و حقوق الأجيال القادمة.
و بذلك نفهم أن الصيانة روحية كانت أو مادية و التنمية المستدامة، هما من قواعد صلاح الفرد و المجتمع و المؤسسات والدولة و واجب للتنمية و الإعمار.