دائما ما كان معرض الكتاب بالنسبة لي مثل ديزني لاند للأطفال، انتظره زيارته بشغف شديد و حين اعبر بوابات الدخول تتصارع دقات قلبي مترددا بأي القاعات أبدا. و مع ذلك فقد فتر إحساسي بالمعرض في الأعوام الماضية لعدة أسباب أولها زيادة قراءتي الإلكترونية للكتب الإنجليزية و شعوري بأنني يمكنني شراء أي كتاب في أي وقت حين احتاجه و انه لا داعي لملأ المكتبات بالكتب دون قراءتها. حتى انني في العام الماضي لم ازر المعرض على الإطلاق بعد انتقاله لأرض المعارض الجديدة. ربما لشعوري المسبق بأنه تغيير للأسوأ و رفضي لتغيير ما تعودت عليه طوال العقود الماضية. و قد يكون حماسي هذا العام ناتج عن تأملات و مراجعات شخصية قمت بها مع نهاية العام الماضي، علي أي حال هذا تقرير بسيط عن المعرض.
صراحة المعرض الجديد يتفوق على القديم بشكل مطلق و قد يكون للقديم بعض المزايا. إذا كنت من مالكي السيارات فلن تجد أي صعوبة للوصول للمعرض سواء عن طريق محور المشير أو الطريق الدائري و اهم شيئ انك ستجد مكان لركن السيارة بعد دفع ١٠ جنيهات و هو كنت ستقوم به في المعرض القديم و لكن ستذهب للسايس و مع ذلك لن تجد مكان بسهولة.
قطع التذاكر و الدخول من بوابات التفتيش كان سهلا و ليس فيه مبالغة في التفتيش و بكل ذوق و احترام، كذلك لاحظت انخفاض عدد قوات التأمين و ربما يعود لارتدائهم ملابس مدنية و هو ما أعطى إحساسًا بالأمان اكثر من ذي قبل و عدم المبالغة.
المعرض مركز، فلم يسمح لدور النشر بعمل قاعات عرض كبيرة و هو ما كان يؤدي إلي تكرار الكتب عند الكثيرين، كذلك اعجبني اختلاط دور النشر الدينية سواء المسيحية أو الإسلامية بدور النشر العادية و هو ما اعطي انطباعًا صحيحًا باننا في معرض للأفكار و ليس معرض للدعوى الدينية.
للأسف لازالت دور النشر القومية كالأهرام و الأخبار لا تسمح بدخول الأكياس و الشنط و تستخدم مكتب الأمانات و هو ما يعطل القارئ و لذلك لم ازورهم على الرغم من ان مكتبة الأسرة و الهيئة العامة للكتاب و المركز القومي للترجمة يمكنك التجول فيهم بكل حرية.
كتاب شخصية مصر ينزل الساعة ١٠ صباحًا و تنفذ النسخ بعدها بثلاثين دقيقة، اكاد اجزم بأن معظم من سيشتري النسخ لن يقرأها فعن نفسي لدي نسخة مختصرة و لم انتهي منها منذ سنوات. و مع ذلك فشراء الكتب و التدافع عليها شيئ جميل؛ فيوما ما سنقرأ كلنا.
أماكن الصلاة قليلة على عدد الزائرين و مسجد المشير بعيد و المسجد الملاصق للمعرض مغلق؛ و اقترح بعمل طفطف لنقل الراغبين للصلاة في المسجد. الحمامات رغم انني لم ادخلها و لكن لم ارى الزحام المعتاد في المعرض القديم و فيما يبدو انها انظف كثيرا و متوفرة. المطاعم متوفرة و بكثرة و تبدوا اعلى جودة و دون زحام منفر. كذلك غير مصرح بتوزيع أوراق الدعاية خارج القاعات و هو ما ساهم في نظافة المكان و ووفر ورق سينتهي في النهاية بسلة المهملات.
تطبيق المعرض جميل جدا و مفيد جدا، فيمكنك البحث عن أي كتاب، دور نشر أو كاتب بفرض وضع دور النشر كتبها عليه. يوفر لك التطبيق الوقت و يرشدك بأماكن الكتب التي تريد شراءها.
كتب الهيئات القومية كمكتبة الأسرة و المركز القومي للترجمة و الهيئة العام للكتاب و غيرهم توفر كتب في غاية الأهمية و القيمة و بأسعار مخفضة.
إلى حد ما تركت نفسي هذا العام للتيار، فأنا مؤمن بأن الكتاب يجد صاحبه، فعلاقة الكاتب و الكتاب هي علاقة من طرفين، هناك كتب تقفز من الأرفف لتشتريها و هناك كتب تتمنع احيانا حين تريد شراءها فلا تجدها على رغم من دلالها السابق عليك. تنوعت كتبي بين الرواية و علوم شتى و بقيت كتب أصدقائي بالمعرض هي الأقرب إليا و هي التي بدأت بقراءتها.
احلم بأن يتحول معرض القاهرة الدولي للكتاب إلي أهم فاعلية ثقافية في الوطن العربي و ان يلقى اهتمام على المستوى الرئاسي بشكل اكبر. و ان تتغير فلسفة من المعرض بشكل جذري بحيث تحظى الندوات و الفاعليات الثقافة و ورش العمل و مناقشة الكاتب و الكتاب و الأفكار الحيز الأكبر. يصحب ذلك التغيير التوسع في إنشاء المكتبات العامة كمكتبات مبارك بحيث نتحول تدريجيا من اقتناء الكتب إلى استعارة الكتب و يكون الشراء لمن يريد ان يكون لديه مكتبة خاصة.
معرض ٢٠٢٠ خطوة للأمام و إن شاء الله ٢٠٢١ يكون أفضل.